06‏/08‏/2010

عسى فيني ولا فيك (بقلم فهد الزغيبي )

اعجبني هذا المقال واحببت ان انقله

لي ثلاث أيام أعاني من وعكة صحية عارضه ( إحتقان ورشح وإلتهابات حلق )
طبعا ً مع (الليمون والزنجبيل ) قدرت أقاومها لأني اكره المستوصفات
وطبعا ً أخرى

أكثر كلمات اسمعها بعد كلمة ( ابعد لا تعدينا )

هي ( سلامتك ماتشوف شر )

لكن الكلمة اللي ما أحب اسمعها هي

( عسى فيني ولا فيك )

من الواضح أنها تقال من باب المجاملة بين الأصدقاء والمقربين

و تعتبر كرسالة عن ( التضحية وإيثار النفس ) .. لكن ....

بما إننا ( داعين .. داعين ) .. ليش ندعي على انفسنا ؟؟

الله سبحانه وتعالي يجيب الدعاء كله

ليش مانقول ( الله يشفيك ويبعد المكروه عنّا وعنك ) ؟؟
هل ستكون الصورة معكوسة ..

أنا أمرض انت تقول : عسى فيني ولا فيك " ويروح عنّي المرض ويجيك "

بعدين اقول لك : عسى فيني ولا فيك " ويروح منك ويرجع لي ..!! "

اخواني أخواتي ..

ليكن لنا برسولنا الكريم أسوة ً حسنه ...

ولنقف موقفه ونطبّق مانقول وهو الذي لا ينطق عن الهوى ..

هل تعلمون ماذا يفعل الرسول عندما يرى شخص ابتلاه الله ؟؟

هل كان الرسول يدعي على نفسه ؟؟

هل كان الرسول يقصّر بالدعاء ؟؟

لنقرأ مايقول لـ تصل إلينا جميعا ً رسالته ..

"الحمد لله الذى عافانى مما ابتلاك بة وفضلنى على كثير ممن خلق تفضيلا عوفى من ذلك البلاء كائنا ما كان عاش"

لنعود ونقرأ الجملة ( عافاني مما ابتلاك بة )

ونحن نقول ( عسى المرض فيني ولا فيك )

الدين شرّع لنا الدعاء وحثّنا على عدم التقصير به او طلب القليل

فعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "إن في




الجنة مائة درجة ، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض ، والفردوس أعلاها درجة ،ومنها




تفجر أنهار الجنة الأربعة ، ومن فوقها يكون العرش ، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس"
لنتأمل قليلا ً بهذا الحديث الشريف وقول الرسول الكريم :

(فإذا سألتم الله ) أي إن أردتم الدعاء وهممتم به كما يتضح من سياق الحديث

(فأسلوه الفردوس الأعلى ) والفردوس الأعلى يعتبر من أعلى مراتب الجنّة كما هو معروف

لم يقل لنا فأسلوه الجنّة وحسب ..

بقل طلب منا ان نسأله الأفضل والأعلى ..

والأمر إخواني أخواتي لا يقف عند حد المرض والوعكات الصحية ..

بل بحياتنا العامّة الكثير من الأمثلة لنسعى لتغييرها

مثلا بعض الطلاب يقول : يارب أنجح لو بتقدير جيّد

وبعض الشباب يقول : يارب ارزقني بوظيفة لو براتب 2000 ريال

والمصيبة من يقول : يارب خذ روحي وريّحني من اللي انا فيه ...


عزيزي الطالب لو نجحت بتقدير جيّد او عزيزي الشاب لو توظفت بـ 2000 ريال

هل هذا منتهى طموحك ؟؟

ام انه دعاء بلحظة يأس ؟؟

وكذلك من يدعي على نفسه بالموت ..

إن كان هذا منتهى الطموح فبئس الطموح ماسعيتم لـ أجله

وإن كان ناجما ً عن يأس وقنوط فلنتذكر انه اليأس ليس من سمات المؤمنين .

وأختم لكم بما قاله أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز آخر أيامه
(إن لي نفساً تواقة، وما حققت شيئاً إلا تاقت لما هو أعلى منه، تاقت نفسي إلى الزواج من




ابنة عمي فاطمة بنت عبد الملك فتزوجتها، ثم تاقت نفسي إلى الإمارة فوليتها، وتاقت نفسي




إلى الخلافة فنلتها، والآن تاقت نفسي إلى الجنة فأرجو أن أكون من أهلها.)
ختاما ً

اسأل اللي لي ولكم الصحة والعافية ومن العمل مايحب ويرضى ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق